روائع مختارة | روضة الدعاة | المرأة الداعية | لأننــا نحــبك

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > المرأة الداعية > لأننــا نحــبك


  لأننــا نحــبك
     عدد مرات المشاهدة: 5257        عدد مرات الإرسال: 0

كانت مها تحترق ألماً كلما شاهدت فتاة متبرجة في السوق وكانت تتمنى في قلبها لو تستطيع نصحها لكن شيئاً ما كان يمنعها كانت تخجل وتخاف من أن تواجهها ردة فعل صارخة أمام الناس، كما أنها لم تكن تعرف الأسلوب الأمثل لنصح وتوجيه أولئك الفتيات وغيرهن.

لكن ذات مرة سمعت محاضرة رائعة في مصلى كليتها كانت الملقية فتاة تصغرها سناً لكن تفوقها عزماً وإرادة وقالت في كلمتها المؤثرة.

لو كنت تركبين مركباً مع أناس آخرين وكنتم تبحرون في وسط المحيط.. ثم شاهدت أحدهم يحاول خرق المركب إما عمداً أو جهلاً أكنتِ تسكتين وتخجلين من توجيهه ومنعه من إغراقكم؟ لابد وأنك ستسرعين لتنبيهه لخطورة فعله وتحاولين منعه بشتى الطرق من هذا العمل الذي سيؤدي لغرقكم جميعاً! أليس كذلك؟.

حسناً.. إذاً نحن جميعاً نعيش في مجتمع واحد كالسفينة.. فإذا تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الفساد سينتشر ويعم.. ويصبح أمراً عادياً لا ينكره أحد -حتى الصالحين- فيحل علينا غضب الله وعقابه حتى على الصالحين لأننا لم ننصح إخواننا المخطئين ونأخذ على أيديهم.

حين سمعت مها تلك الكلمة تأثرت كثيراً وقررت أن تغير من نفسها تماماً فأصبحت أكثر فاعلية ونشاطاً في مجتمعها ولم تدخر جهداً في نصح كل من تشاهدها في أي مكان خاصةً في السوق.

وتقول حول ذلك: إذا رأيت مسلمة على خطأ ولم أوجهها فإني أخاف أن يعذبني الله بسببها لأني رأيتها ولم أغير منكرها بشيء، لذا أحاول أن أقدم لها ولو نصيحة بسيطة لأبرئ ذمتي أمام الله ولعل الله يهدي قلبها.

وفي الفترة الأخيرة إبتكرت مها وصديقاتها في المصلى أفكاراً رائعة لنصح من يرينها على تبرج أو خطأ في السوق وغيره، فقد إشترين مظاريفاً ملونة صغيرة كتبن عليها من الخارج بخط جميل: لأننا نحبك! ووضعن فيها رسالة رقيقة فيها توجيه من القلب مع شريط فيه قصص مؤثرة وصرن يوزعنها على الفتيات المتبرجات في السوق.. كما إتفقن على إستخدام أسلوبٍ جميل في النصح بحيث تشعر من يكلمنها بالخجل والحياء من أدبهن.

وبالفعل فقد أثرت مها في الكثيرات ومنعت مفاسد كثيرة رغم أنها فرد واحد.. فما بالك لو شاركناها جميعاً؟.

لقد تمنيت فعلاً لو نكون كلنا مثل مها وصديقاتها.. لأن الإنسان الصالح لا يكتفي بصلاح نفسه بل يسعى بقوة نحو إصلاح مجتمعه.

إن ما نراه اليوم من مناظر مؤسفة في الأسواق والأماكن العامة لم يكن ليحصل لو أن كل واحدة منّا أنكرت على المخطئة بقدر إستطاعتها ووجهتها برقة وأدب.

إذا شعرت أنك عاجزة بجميع الأحوال عن توجيه من ترينها فضعي في حقيبتك مظاريفاً كمظاريف مها الملونة وابدئي في عمل شيء لإنقاذ سفينتنا.

الكاتب: نوف الحزامي.

المصدر: موقع ياله من دين.